News image

كيف تناولت الصحف السعودية أزمة خاشقجي؟

تفاوتت الصحف السعودية في تناولها لحادثة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، اثر شجار واشتباك بالأيدي داخل قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول يوم الثاني من تشرين الأول/ اكتوبر الحالي، بحسب الرواية الرسمية السعودية، والتي تشكك فيها وسائل الإعلام الدولية والإعلامية المعارضة لسياسات المملكة.

فبينما أفردت اليومية السعودية الدولية (عرب نيوز – arabnews) مساحة واسعة على صفحاتها للحديث عن قضية خاشقجي الذي عمل فيها نائباً لرئيس التحرير لفترة وجيزة، فضلت صحف أخرى عمل فيها الراحل لسنوات طويلة، كالوطن والحياة، تجاهل الأمر، وتناوله وفق الرواية الرسمية لا أكثر.

ولقيت مبادرة "عرب نيوز" التي يرأس تحريرها الصحافي فيصل عباس، بتخصيص صفحتها الأولى، للحديث عن تلك الأزمة، إشادة كبيرة من قبل العديد من المغردين والصحافيين السعوديين والأجانب، حتى أن كبير المراسلين الدوليين لشبكة سي أن أن الأميركية (CNN)، سام كيلي، استعان بها خلال لقاء تلفزيوني حول أزمة خاشقجي.

كذلك أشاد الكاتب السعودي عضوان الأحمري، بالتغطية التي أفردتها "عرب نيوز" عقب إعلان المملكة رسمياً تفاصيل مقتله، ووصفها بالمبادرة الرائعة والخطوة التي تستحق الإشادة، لكنه في الوقت ذاته انتقد صحيفة الوطن اليومية لعدم إفرادها أي مساحة للراحل، علماً أنه ساهم في انطلاقها وتولى رئاسة تحريرها لثلاثة أعوام.

 مبادرة رائعة وخطوة تستحق الإشادة من @arabnews بتخصيص هذه المساحة على صفحتها الأولى، وفي الداخل، للراحل جمال خاشقجي. أبا صلاح عمل نائباً لرئيس التحرير فيها قديماً. أتمنى أن هذه المبادرة كانت في @AlwatanSA التي رأس تحريرها ٣ أعوام. pic.twitter.com/hOwTlV1V6Y

الانتقادات طالت أيضاً جريدة الحياة التي كتب فيها الراحل لسنوات، حيث قارنت الإعلامية السعودية المقيمة في فرنسا أيمان الحمود، بين صحيفة الحياة واليومية الأميركية التي كتب فيها خاشقجي لعام واحد فقط، واشنطن بوست، التي خصصت الصفحة الأولى فيها للحديث عن أزمة خاشقجي مع بورتريه له يحتل نصف الصحفة، في حين كانت صورته في الجريدة السعودية بالكاد يراها القارئ.

المقارنة التي أوردتها الحمود عبر حسابها في تويتر، لم تمر مرور الكرام، حيث انبرى رئيس تحرير يومية الحياة سعود الريس، للدفاع عن صحيفته، قائلاً "دعك من المزايدة، الحياة أوقفته (جمال خاشقجي) عندما تجاوز على وطنه، أما واشنطن بوست استكتبته ليطعن في وطنه .. هل هذا ما تريدين سماعه؟"، لتكتفي بالرد عليه عبر إعادة نشر تغريدة للراحل يرحب فيها بانضمام الريس لـ"مدرسة الحياة".

وكان النائب العام السعودي أكد قبل أيام أن التحقيقات الأولية أظهرت وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة اسطنبول، قائلاً إن "المناقشات التي تمت بين المواطن جمال خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته".

وشوهد خاشقجي آخر مرة وهو يدخل القنصلية في 2 أكتوبر تشرين الأول الحالي، ليختفي منذ ذلك الحين حتى أعلن النائب العام السعودي، ليلة السبت الماضي وفاته.