News image

علي جابر .. من مُحكِّم في برنامج إلى مُتحكِّم في «ام بي سي» ونجومها

لا شكّ أن رحيل العديد من نجوم شاشة العرب الأولى، الذين تعوّد الجمهور على متابعتهم يومياً ومنذ سنوات طويلة، أمثال؛ السعودية لجين عمران، ومواطنها محمد الشهري، والأردنية علا الفارس، واللبنانية نيكول تنوري، يطرح العديد من التساؤلات عن أسباب اختفائهم في وقت وصلوا فيه لأوج شهرتهم وقمة انتشارهم عربياً.

وأسبابُ اختفائهم وإن اختلفت، لكن مصيرهم واحد، هم وغيرهم، وهو ما دفعنا للبحث في كواليس تلك «الاستقالات/إقالات» سمها ما شئت، خاصةً مع ما ظهر للعموم عبر شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي، من منشورات وردود غاضبة على إدارة مجموعة «ام بي سي» الإعلامية السعودية لأشخاص كانوا في الماضي القريب، من أبرز نجومها.

لذا؛ سنبدأ ببث أولى حلقات هذه السلسلة، التي سنتطرق فيها للإشارة إلى خفايا الخطة التي يقودها مدير المجموعة، اللبناني علي جابر، لإحكام قبضته وسيطرته على أضخم مجموعة إعلامية عربية، تضم 14 قناة تلفزيونية عدا عن المنصات الإلكترونية المختلفة، والتي تقتضي الاستغناء عن كل من قد يقف في طريقه، حتى لو كان من أبناء جلدته كمحاولته إبعاد المتحدث باسم المجموعة مازن حايك.

في البداية، لا بد من الإشارة إلى أن علي جابر (57 عاماًً)، عُين مديراً عاماً لمجموعة «MBC» في يوليو 2011، بعد أن دخلها كـ«مُحكِّم في لجنة برنامج أرابز جوت تالنت - Arabs Got Talent»، كما أنه يتمتع بذكاء، ويعتز كثيراً بكاريزماته الفريدة، إضافة إلى أنه حسن المعشر، وجالب للفكاهة في مجالسه، حسب ما ورد من معلومات من مصادر مختلفة لـ«تسريبات».

ويقول مقربون منه «إنه مولعٌ بالقيادة ويتأكد ذلك من قربه من عليّة القوم، وتمكنه من إقناعهم بقدراته، ابتداءً من رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري الذي كلفه قبل سنوات بإطلاق تلفزيون المستقبل، وهذا يأتي لربما من نشأته الشيعية التي تعتمد التُقية في السلوك، حيث يُعطي من طرف اللسان حلاوةً بما يُمكنه من سلب لُب كبار القوم».

«وبعد أن يأتمنه صانعوا القرار أينما حلِّ وارتحل، يبدأ عليٌ بحبك المؤامرات وبزرع الألغام، بما يخدم أجندته ويمكّنه من توسيع نفوذه وإحكام سيطرته، فيستغني عن أشخاص ويستبدلهم بآخرين مقربين منه جداً ويدينون له بالوفاء، لا للمكان الذي يعمل به، وصولاً إلى السيطرة الكاملة، خاصةً وأنه يعتبر نفسه النجم الأوحد في كل مكان وصل إليه».

في دبي، عمل جابر في تلفزيون الإمارة بي عامي 2004 - 2008، وأعاد هيكلته من الصفر وافتتح العديد من القنوات التابعة لتلفزيون دبي، وهو ما أقنع صُناع القرار بقدراته، فأصبح من المقربين منهم، والتحق بالجامعة الأميركية، عميداً لكلية الإعلام، ومع بداية عام 2011 ظهر كحكم ضمن طاقم حُكّام برنامج المواهب الشهير الذي تعرضه «ام بي سي»، لكنه سرعان ما تحول إلى مدير للمجموعة كاملةً.

«منذ اليوم الأول لدخوله، كان يخطط علي جابر لإزالة الجيل الثاني من ام بي سي واستبداله بمجموعة أخرى تدين بالوفاء له، لا للمجموعة الأم، بالإضافة إلى تعيين اتباعه، وسنذكر بعضهم تباعاً على سبيل المثال لا الحصر»، كما تقول المصادر لـ«تسريبات».

وتضيف «بدأ علي جابر الذي دخل ام بي سي كمُحكم بتجاوز مديرته، مديرة الانتاج، الفلسطينية سمر عقروق والتواصل المباشر مع رئيس مجلس الإدارة الشيخ وليد آل إبراهيم ومشاركته جلساته الخاصة والتقرب منه».

وتتابع «ولأنه يعرف كيف يسوّق نفسه، ناهيك عن ادعائه الدائم بقُربه الشديد من صُناع القرار في دبي، قام علي جابر بتسويق نفسه أمام الشيخ آل إبراهيم، وغرر به بائعاً إياه أوهاماً، مستغلا في ذات الوقت توجه المملكة العربية السعودية نحو سعودة الوظائف والمهن في العديد من المجالات في المؤسسات الرسمية والخاصة لإبعاد قدامى الموظفين واستبدالهم بآخرين يتبعونه».

«بعد ذلك، فوجئ موظفو مجموعة ام بي سي بتعيين الإعلامي اللبناني مديراً لهم، وهو المنصب الذي تعتبر الفلسطينية عقروق وغيرها من زملائها القدامى الأولى به، علماً أنه دمَّر تلفزيون المستقبل وتلفزيون دبي من قبل، لكن الحكاية لم تنتهِ بعد فماذا عن MBC؟» تتساءل المصادر.

وتضيف «قام علي جابر بعد فترة وجيزة من تثبيته بمحاربة الجميع والبداية كانت مع سمر عقروق التي بدأت تتفاجأ بقراراته تجاه الشاشة الأولى الأحب والأقرب للشيخ وليد (MBC1) بعدد من القرارات والتغييرات دون علمها، فقد كانت تشاهدها على الشاشة حالها حال المشاهدين، ما أثار حفيظتها، كيف لا وهي الآمر الناهي على مدار ٢٥ عاماً وأكثر».

«أدركت سمر عقروق منذ اللحظة الأولى أن بُعدها الجغرافي، ووجودها في لبنان، أتاح للمدير الجديد توسعة نفوذه وإحكام سيطرته، فقد أحكم قبضته على الشيخ وليد وقام بتعيين أشخاص يتبعونه ويزودونه بالمعلومات في كل مكان داخل المجموعة، كذلك بدأ بإصدار القرارات التعسفية التي استهدفت الكثيرين».

«لذا كان القرار المصيري بأن تنقل سمر إقامتها من بيروت إلى دبي، وهذا ما حدث، فانتقلت هي وعائلتها ممثلة بزوجها أيمن زيود صاحب شركة كاريزما للإنتاج الفني والتي تنتج نصف أعمال كل من قنوات روتانا ودبي وأم بي سي إضافة إلى ابنيها الاثنين»، وفق ما ورد لـ«تسريبات».

«وهنا كان علي جابر قد فتح النار على سمر، مُدّعياً أنها تفضل شراء البرامج التي تنتجها شركة زوجها، وحاول اتهماها دون علمها بأنها تخلط علاقاتها بالعمل ومصلحتها الشخصية، فتمكن من ترويضها ووضعها تحت جناحه برمي الفُتات لها بين الحين والآخر».

حسب المعلومات، فإن «سمر لم تكن وحدها المستهدفة فكانت العين على السوداني أحمد القرشي الذي كان يعمل مديراً لأخبار ام بي سي، ومعروف عن هذا الرجل الأمانة وعدم السرقة وضرب الكؤوس، فكان هدفاً جديداً للبناني علي جابر الذي أراد الإطاحة به وبمواطنته المذيعة نيكول تنوري».

وتقول المصادر إن «علي جابر طلب من القرشي قائمة بـ٢٥ اسماً لإقالتهم تعسفاً بحجة تخفيف الإنفاق واستبدالهم بموظفين سعوديين إرضاءً للشيخ وليد، وبالفعل وضع القرشي الاسماء على مضد، لكنه فوجئ باسمه مضافاً إلى القائمة، وحينها تدخَّل الشيخ وليد وتم نقل القرشي ليعمل محرراً واستبدله بآخر سعودي، فيما نقلت نيكول تنوري إلى القناة الإخبارية التابعة للمجموعة؛ العربية».

«اللائحة بدأت تطول وتطول فقد تم إقفال مكاتب المجموعة في كل أرجاء العالم باستثناء مكتبي القاهرة وبيروت، كما تم الاستغناء عن المراسلين الذين ساهموا في بناء ونجاح ام بي سي وأبرزهم؛ حسن زيتوني وعماد العضايلة ناهيك عن مذيعات بارزات منهن رشا الكتبي»، وفق المصادر.

وتضيف «لم يترك علي جابر لبنانياً ولا مغربياً ولا جزائرياً ولا أي شخص من أي جنسية عربية بحجة السعودة، وقام بتسريح ما يفوق عن ٤٠٠ شخص، وهذه كانت بداية السقوط الكبير لقناة MBC1 بشكل خاص»، على حد الوصف.

وتتابع «مع بداية الدورة البرامجية الرمضانية الجديدة فوجئ المشاهدون بغياب المذيع السعودي محمد الشهري، النجم الأكثر متابعة على الشاشة في رمضان وجلباً للمشاهدين والذي أحبه كل أبناء العالم العربي، حيث قام علي جابر بإنهاء عقده، قائلا "لا أريد نجوماً في المحطة. البرنامج هو النجم"».

«غادر الشهري حاملاً وجعه وخذلانه، وكانت السماء ترُد بعدل كبير على من قطع رزقه، لكن المجموعة هي الخاسر الأكبر، فمحمد الشهري لم يكن النجم الوحيد الذي خسرته المجموعة، بل توسعت أطماع وجبروت علي جابر وحُبه الكبير للسيطرة، معتقداً انه نجم المحطة الأوحد بعد أن ذاق طعم الشهرة وبدأ يصاب بجنون العظمة تدريجياً».

وأوردت مصادر «تسريبات» عدة تساؤلات «أين السعوديين؟ ومساحتهم؟ لم نرَ على الشاشة سوى صديقات السمر والسهر؟ ولماذا تحارب النجاح القائم؟ ولماذا لا تُسعود كرسيك أولاً؟».

ووفقاً للمعلومات فإن «علي جابر لا يتواجد في مكاتب ام بي سي بقدر وجوده على السجادة الحمراء والاستعراض، دون التوقف عن زرع الألغام أينما التفت وتواجد، فقد حاول التخلص من المتحدث باسم المجموعة، مواطنه مازن حايك وأمر بشكل رسمي أن يكون هو الضيف الدائم للحديث عن أبرز نشاطاتها، لكن حايك لقنه درساً في الثبات والأخلاق وصمد حتى اللحظة أمام محاولات علي جابر لإقصائه».

نختتم الحلقة الأولى من سلسلة الـ«MBC» بالإشارة إلى أن الشيخ وليد الابراهيم قرر الإقامة في لندن بصحبة عائلته وأطفاله، و«ما أن استقل الطائرة ووصل العاصمة البريطانية، حتى بدأت حربٌ ضروس بين الرؤساء والمسؤولين، وبدأت الاختلاسات وتمرير المصالح الشخصية والتوترات التي سنسردها لاحقاً؛ ومنها توتر علاقته مع الصحافي من الديوان الملكي السعودي عبدالرحمن الراشد، وصديقته التي جلبها معه من تلفزيون دبي مقابل راتب شهري يبلغ 70 ألف درهم إماراتي ما يعادل نحو 20 ألف دولار أميركي».