News image

ردح مُتبادل يفتح الباب لانتقاد أمير سعودي على الهواء مباشرة 

شهدت الساحة الإعلامية السعودية قبل أيام ردحاً متبادلاً على الهواء مباشرة، نقل الصراع المخفي منذ سنوات بين «الوليدين»؛ الأمير الوليد بن طلال مالك مجموعة «روتانا»، والشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، مالك ورئيس مجلس إدارة مجموعة «MBC» إلى العلن، عبر قنوات المجموعتين التلفزيونية، وهي المرة الأولى التي تُستخدم فيها الشاشات لتُبادل الاتهامات بين الطرفين.

ملامح الصراع بين أكبر مؤسستين إعلاميتين في السعودية، بدأت منذ سنوات، حين وصف الوليد بن طلال قناة «الجزيرة» القطرية بأنها قناة الشعوب، ومنافستها «قناة العربية» التي أطقلتها مجموعة «ام بي سي» عام 2003 بأنها قناة «الحُكام»، وهو ما أثار غضب مواطنه وليد آل إبراهيم الذي استغل وجوده على المنصة في ملتقى الإعلام العربي عام 2014 للرد على تصريحاته تلك.

عاد الصراع إلى السكون قبل أن يتفجر مُجدداً في 16 مارس / آذار 2019 عندما وجه الأمير السعودي انتقادات ضمنية لـ«ام.بي.سي» وقناة «العربية» في تصريحات أطلقها خلال لقاء على شاشة «روتانا خليجية» قال فيها «هناك مؤسسات إعلامية تدعمها الدولة لكنها أخطأت بحق المملكة، وغربلة قياداتها العليا في فترات قصيرة دليل على عدم سيرها على الطريق الصحيح».

كذلك انتقد تغطية «قناة العربية» لمجزرة المسجدين في نيوزيلندا، واعتبر وصفها العملية الإرهابية في نيوزيلندا بأنها عملية إجرامية فقط خطأ ما كان يجب أن يحدث، خاصة أنها اعتادت على وصف أي عمل عنف يقوم به إسلامي بأنه عملية إرهابية، وهو ما دفع القناة لتخصيص حلقة برنامج «تفاعلكم» يوم 19 مارس/آذار للرد عليه بل وعنونتها بـ«العربية ترد على هجوم الأمير الوليد بن طلال».

ولأول مرة في تاريخ الإعلام السعودي، يتم توجيه انتقادات لاذعة لأحد أفراد الأسرة الحاكمة «صاحب سمو ملكي» على شاشات التلفزة، إذ لم يسبق لقناة تلفزيونية سعودية أن فعلت ذلك من قبل، حيث ذهبت «العربية» لاتهام الأمير بأنه «التبس عليه الأمر ووقع ضحية للدعاية القطرية والإخوانية، بل إنه نقل تصريحاته تلك عن تغريدات الإخوان والقطريين». 

«MBC» واصلت هجومها عبر مذيعها المصري عمرو أديب الذي اتهم الأمير السعودي بالوقوف في صف معسكري تركيا وقطر معنوياً، في وقت تبلغ فيه الأزمة السعودية مع الدولتين أشُدها، متحدثاً عن إقامته في تركيا خلال الصيف، وكذلك محاولته نقل قناته التي لم ترَ النور «العرب» إلى الدوحة بعد إغلاقها في البحرين، واستعانته كذلك بالصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي.

ولم يتوقف أديب عند ذلك، فواصل هجومه وهذه المرة على مجموعة «روتانا» التي يديرها وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة منذ سنوات، وهو الذي وضع «سياستها التحريرية» التي انتقدها وانتقص منها الإعلامي المصري عبر شاشة «إم.بي.سي مصر» إحدى قنوات المجموعة التي تملك الحكومة السعودية فيها حصة الأسد من أسهمها.

في المقابل، دافعت «روتانا» عن نفسها وعن مالكها، عبر برنامج «الإسبوع في ساعة» وهو برنامج تنتجه شركة «فكر» التي يملكها وزير الإعلام تركي الشبانة، ويديرها ابن أخيه عبدالله، ويبث البرنامج على شاشة «روتانا خليجية»، ويقدمه الإعلامي السعودي إدريس الدريس.

وانتقد الدريس لجوء «ام بي سي» إلى إعلاميين غير سعوديين، كالمصري عمرو أديب؛ للرد على تصريحات «أحد أفراد الأسرة المالكة والتشكيك في ولائه للدولة»، قائلاً «إنها لم تحسن الاختيار في ظهور عمرو أديب الشهير بتبديل مواقفه أسرع من تبديل ملابسه لمهاجمة الأمير الوليد»، الذي انتقد في تصريحاته «تتابع تغيير إدارات قناة العربية» وامتلاء مجموعة منافسه «وليد آل إبراهيم» بالموظفين اللبنانيين على عكس مجموعته «روتانا» التي أكد على أنها «سعودية الكوادر والاهتمامات».

كذلك اتهم الأمير الثري غريمه في سوق الإعلام السعودي، بـ«إغراق مجموعته ام بي سي باللبنانيين»، مُدعياً عدم تعيينه لبنانيين في «روتانا»، علماً أن كبار المسؤولين فيها هُنّ لبنانيات ومن مدراء الصف الأول في المجموعة، أمثال ندى مخزوم مديرة القنوات، وريم كوزاك مديرة قنوات الأفلام، وسالي حجار مديرة العلاقات الإعلامية، ومارتين رحّال مديرة الدراما.

وبحسب المعلومات المتوفرة لدى «تسريبات»، فإن تركي الشبانة لا زال يدير قنوات «روتانا» ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لقطاع التلفزيون في المجموعة، حيث لم يُعلن الأمير الوليد بن طلال عن تعيين بديلاً له رغم تسلمه منصب وزير الإعلام في المملكة العربية السعودية، في ديسمبر / كانون الأول 2018.

وشهدت المعركة أيضاً تدخل علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، دفاعاً عن والده ضد ما ذكره الإعلامي السعودي الدريس، قائلاً «جاء على لسان الإعلامب السعودب إدريس الدريس لفظ عن الرئيس الأسبق مبارك ما كان يجب أن يصدر من أخوة أشقاء نُكن لهم كل الاحترام والتقدير تعودنا منهم دائماً احترام وتوقير الكبير»، ليرد عليه الدريس بالاعتذار «على أي إساءة فهمت على غير مقصدها».