
ممدوح المهيني .. قبطان «العربية» الجديد بأول قرار لمجلس المديرين .. أسرار وخفايا
يوم الاثنين 30 سبتمبر 2019، أُعلن عن تعيين الصحافي السعودي ممدوح المهيني، مديراً عاماً لقناتي العربية والحدث، وفق بيان رسمي أصدره «مجلس مديري شبكة العربية الإخبارية» وهو المجلس الذي لم تتم الإشارة إليه قبل ذلك التاريخ، حتى أن أعضاءه غير معروفين، خلافاً لمجلس تحرير القناتين الذي أعلن عن تشكيله مطلع العام الجاري.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى «تسريبات» فإن «مجلس المديرين» الذي ظهر فجأة، لم يُعرف من أعضائه سوى عبدالرحمن الراشد «رئيس مجلس التحرير»، الذي حرص على الحضور لمقر «الشبكة» في ذلك اليوم؛ لإدارة اجتماع لكبار المدراء فيها، وتقديم المدير الجديد، وتوجيه الشكر للمدير السابق الفلسطيني نبيل الخطيب.
البيان الرسمي، أشار إلى تعيين «الخطيب» مستشاراً لمجلس التحرير، «وهو منصب شرفيّ» فالمجلس نفسه استشاري، وليس له صلاحيات تنفيذية، وقد ثبت ذلك في بيان تعيين المهيني الذي لم يذكر دور «مجلس التحرير» أو مكانه باتخاذ القرار، بل ويستبعد البعض أن يكون هذا المجلس قد تمت استشارته أصلاً بالتغيير الذي حصل في الموقع الأول للقناتين.
يذكر أن مجلس التحرير الذي أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة «MBC» وليد الابراهيم تأسيسه في يناير الماضي، بهدف تطوير القدرات التحريرية والفنية للعاملين في قناتي «العربية والحدث»، يضم «عبد الرحمن الراشد رئيساً، وعضوية كل من مازن تركي السديري، وعلي الحديثي، وسلمان الدوسري، وفيصل عبّاس».
من هو ممدوح المهيني؟
ينتمي ممدوح إلى مدينة حائل شمال غرب السعودية، وهو متزوج، ليس لديه معرفة كبيرة بالمذيعين والمذيعات الذين هرعوا للترحيب به ما أن صدر قرار تعيينه مديراً عاماً لهم، حتى أن بعضهم أطلق عليه لقب «الانطوائي»، لكنه يعرف بعدم انجراره للتحزبات والاستقطابات الداخلية، وفلسفته مؤسسية، يتبع النظم والسياسات المؤسسية.
ويعتبر من الإعلاميين غير الكلاسيكيين ومن السعوديين الجُدد الذين ابتعثوا للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ أكمل دراسته العليا في جامعة «جورج ميسون» التي تقع في ضاحية فيرفاكس بولاية فرجينيا، وهي واحدة من أعرق الجامعات الأميركية.
أثناء دراسته في أميركا، عمل المهيني مراسلاً من واشنطن لصحيفة الشرق الأوسط، وقد كان رئيس تحريرها آنذلك وزير الإعلام الأسبق عادل الطريفي، الذي ما أن تسلّم منصب مدير عام قناة العربية، حتى جلبه معه برفقة عشرة صحافيين آخرين، كلهم غادروا معه باستثناء ممدوح الذي استمر بالعمل في موقع العربية الإلكتروني.
رغم امتلاكه لخبرة طويلة تمتد لـ19 عاماً، إلا أن خبرته التلفزيونية تعتبر «محدودة»، فمشواره المهني بدأ بالصحافة المطبوعة؛ «الشرق الأوسط»، لينقل للعمل في الصحف والمواقع الإلكترونية؛ «العربية.نت، صحيفة إيلاف، صحيفة المجلة والرياض»، إلا أن ما يميز ممدوح عن غيره من زملائه هو اختصاصه في الكتابة بالشأن السعودي والأميركي.
ويبدو أن دراية ممدوح الكبيرة فيما يبرع بكتابته، وعمق تحليله لـ«الشأن السعودي الأميركي» والقراءة السياسية لديه والتي تتفق إلى حد كبير مع ما يذهب إليه عبدالرحمن الراشد في كتاباته، قد لفتت أنظار الأخير إليه، عدا عن ذلك، فقد أشاد الراشد بكتابات المهيني في غيرة مرة، من خلال إعادة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر.
ان كان هناك مثل هذا الصحفي ممدوح المهيني @malmhuain ضمن مؤسسة @AlArabiya فلماذا لا يسهم في إدارة او تقديم بعض البرامج الحوارية السياسية ان كان بهذه القدرة على القراءة السياسية؟ ليس مجرد سؤال https://t.co/V0m0Xf5ouX
— Abdulla Aljunaid 🇧🇭🇸🇦🇦🇪 (@aj_jobs) September 11, 2019
كما يعتبر المهيني من الصحافيين الذين يفضلون وضع لمساتهم والتحكم والسيطرة في محيط عمله الذي يختص به، إذ لم يقم بتعيين أحد خلفاً له؛ ليشرف على الموقع الإلكتروني «العربية.نت»، علماً أن هذا المنصب شاغرٌ، منذ رحيله عنه وانتقاله لمنصب نائب المدير العام في الثالث من يناير 2019.
سعودة المنصب
في سبتمبر الماضي، قاد المتحدث السابق باسم قناة «العربية»، الإعلامي ناصر الصرامي، حملة عبر «تويتر»، لحصر الوظائف في المؤسسات الإعلامية والصحافية السعودية، بالسعوديين فقط، لافتاً إلى التراجع الكبير الذي شهدته تلك المؤسسات وعلى رأسها صحيفة الشرق الأوسط «يرأسها اللبناني غسان شربل» في الآونة الأخيرة.
عمركم شفتوا رئيس تحرير سعودي لجريدة مصرية؟!
— ناصر صالح الصِرامي (@AlsaramiNasser) September 3, 2019
او كويتى يترأس تحرير صحيفة سعودية في الخارج او الداخل ؟!
عمركم سمعتم بأن من الحياد ، ان يوضع اجنبي /عربي على هرم صحيفة سعودية دولية مجاملة للقارىء الشامي والمغربي؟
تفكير الثمانينات متى ينتهي ...⁉️
....يتبع....#اعلام_سعودي_ايه
منذ تأسيس قناة العربية عام 2003، تناوب على إدارتها العديد من الصحافيين والإعلاميين، بدءاً من الأردني صالح القلاب الذي تولى المنصب لأقل من عام واحد فقط، لينتقل بعد ذلك إلى السعوديين؛ عبدالرحمن الراشد، عادل الطريفي، تركي الدخيل، وفي بداية العام الحالي، تسلم الفلسطيني نبيل الخطيب دفة القيادة.
ويبدو أن الحملة التي قادها الصرامي، قد أثمرت سريعاً، إذ أن «الخطيب» لم يدم في منصبه أكثر من تسعة أشهر، وبعد أقل من شهر واحد على تطرقه لموضوع «سعودة» إدارات المؤسسات الإعلامية السعودية، تحوّلت قناتا العربية والحدث إلى «شبكة إخبارية» يديرها «مجلس مديرين» لم يسمع به قبل إصداره قرار تعيين المهيني.
الرابحون والخاسرون من تعيين المهيني مديراً
ينتمي ممدوح للمدراء العمليين، الذين يُركزون على أعمالهم أكثر من انجذابهم لاستخدام مناصبهم في قطف الفوائد والامتيازات الشخصية والسفرات الخارجية، كالمرحلة التي كان يتولى فيها تركي الدخيل وفارس بن حزم قيادة القناتين، لكن شخصيته الانطوائية، تشكل له تحدياً في وظيفة تجبره على التعامل مع دهاقنة المذيعين والمذيعات، الذين يسعون للتقرب منه ونيل رضاه ولفت نظره.
وقد يكون السعوديون في الشبكة أكثر العاملين حظاً، إذ يعرف ممدوح بأنه ينزع نحو «السعودة»، وتقريب السعوديين الشباب منه، كما يفعل مع الصحافي السعودي الشاب محمد اليوسي، وعدنان السوادي مسؤول ملف الأخبار السعودية، ومحمد اليحيى «مدير موقع العربية.نت الإنجليزي»، الذي يمتلك فرصة ليتبوأ منصب نائب المدير العام الذي كان يشغله المهيني.
كذلك، فإن الصحافي السعودي في قناة العربية ماجد إبراهيم، يحظى بفرص جيدة، وفق المعلومات المتوفرة لدى «تسريبات»؛ لاحتلال منصب قيادي، رغم علاقته الجيدة مع مدير التحرير السابق فارس بن حزام.
يا للفرح.. يا للبهجة.. يا للسعادة.. ❤️
— Majed Ibrahim (@Majediano) September 13, 2019
كان يومي عظيما، والآن يأتيني خبر يجعله من أسعد أيام الحياة @FarisHezam https://t.co/eQtRICPcr3
وبحسب المعلومات، فإن المهيني ومن محبته للسيطرة، ظهر بعد صدور قرار تعيينه مديراً عاماً، في غرفة التحرير، وكأنها رسالة للحد من نفوذ من عينهم المدير السابق «الخطيب» مثل أحمد قرشي، ومحمد عبدالرؤوف الذي تغيب عن اجتماع «عبدالرحمن الراشد مع كبار المدراء لإعلان تعيين المهيني» كما تغيب عن الحضور في الأيام الأولى التي تلت الاجتماع.
ويبدو أن تغيب؛ رئيس تحرير غرفة الأخبار في قناة العربية، المصري محمد عبدالرؤوف، قد يلتقط كإشارة احتجاج على تجاوزه. ووفق المعلومات فإن الموظفين قد تنتابهم حالة من القلق وعدم الاستقرار بالتغييرات المتكررة في المنصب الأول، وأن حضور الراشد، كان محاولة منه للتأكيد على أن التغيير تكتيكياً وليس استراتيجياً.