
نارت بوران يغادر الحرة .. وأبوظبي تستقبله بمشروع إعلامي كبير
تتردد منذ أيام شائعات حول عودة الأردني نارت بوران، النائب الأول لرئيس شبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN الأميركية والتي تضم قناتي الحرة والحرة عراق، إلى مقر إقامته السابق في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، لقيادة مشروع إعلامي عربي كبير، بعيداً عن المنصب الذي شغله سابقاً في محطة سكاي نيوز عربية.
وكان بوران قد غادر الإمارات بعد سبع سنوات قضاها كرئيس تنفيذي وجزء رئيسي من الفريق المؤسس لـ«سكاي عربية» التي تم إطلاقها بموجب استثمار مشترك مع شركة سكاي البريطانية، ليلتحق في العام 2018 بالشبكة التلفزيونية المُمولة من الحكومة الأميركية، لإعادة قناتيها «الحرة والحرة عراق» إلى الواجهة من جديد.
والشائع عن عودة بوران التي قد تكون خلال الأسبوع الحالي، أنه عمل في الفترة الماضية التي تواجد خلالها في الولايات المتحدة، على إعداد دراسة لمشروع إعلامي كبير مربتط بدولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه منفصل تماماً عن «سكاي نيوز» رغم ما يُشاع عن أنه عودته قد تكون للقناة ذاتها، وقيامه بإعداد الدراسة هو تأكيد على رحيله عن «الحرة».
وحسب المعلومات المتوفرة لدى «تسريبات»، فإن عودة نارت تأتي احتجاجاً على مفاوضات تجريها المحطة الأميركية مع الصحافي اللبناني هشام الملحم، القريب من دوائر صنع القرار في واشنطن، ليقود الـ«MBN»، خلفاً للدبلوماسي الأميركي ألبرتو فرنانديز.
همهمات وتسريبات أخرى تشير إلى أن بوران عاد ليكون على رأس «الدولية للاستثمارات الإعلامية -International Media Investments» الشركة التابعة لشركة أبوظبي للإعلام والتي تمتلك عدداً من المشاريع الإعلامية، منها قناة سكاي نيوز عربية، وصحيفة «ذا ناشونال» الناطقة باللغة الإنجليزية، إلا أن عودته تثير الكثير من الأمل داخل أروقة القناة الإماراتية.
المتفائلون في «سكاي نيوز»، يروجون لأخبار عودة مديرهم الأردني السابق، بقوة، وكذلك لأخبار تبشر بمستقبل مشرق في القريب العاجل حال صدقت تلك الأنباء، ويبدو ذلك كمحاولة لرفع معنويات العاملين في المحطة الإماراتية التي عانت في الآونة الأخيرة من فراغ إداري عقب رحيل كبار مسؤوليها، علماً أن المستشار المصري في القناة عبداللطيف المناوي القائم بمهام المدير العام لا زال يجري اجتماعاته كالمعتاد ويناقش الخطط المستقبلية للقناة، متجاهلاً تماماً عودة بوران.
وحسب المعلومات التي رصدتها «تسريبات» من مصادر مختلفة، فإن المشروع الإعلامي الجديد يشكل لنارت حُلماً أكبر من عودته إلى إطار قناة «سكاي نيوز عربية»، خاصة عقب ما أثير مؤخراً حول سعي القائمين عليها للخروج من تحت جناح امبراطورية سكاي الإعلامية العالمية، وإعادة إطلاقها كمحطة عربية دون ارتباطات ومقيدات دولية.
ومما يُقال، إن نارت يخطط لإجراء هيكلة جديدة شاملة، سيستعين فيها بخبرات من خارج القنوات التقليدية، مثلما يتردد عن جلبه لكفاءات من شبكة قنوات فرانس 24 التلفزيونية الفرنسية، و«آر تي - RT» الروسية التي تبث برامجها بعدة لغات منها العربية، كتوجه آخر لاستهداف العاملين في «العربية»، إذ أن هناك أكثر من 40 موظفاً ومذيعاً في الشبكة السعودية تم التواصل معهم للالتحاق بـ«سكاي نيوز عربية» .
عدا عن ذلك، فإن المٌقربين منه في قناة الحرة، والذين التحقوا بها بعد توليه لدفة القيادة فيها، سيعودون معه، أمثال جعفر الزعبي، وثائر سوقار الذي سيتولى القطاع الرقمي /الديجتال، بديلاً للمصري طارق أمين، فيما لا يزال مصير بقية الصحافيين والمذيعين الذين التحقوا بنارت في القناة الأميركية مجهولاً.
أرحب بمجموعة من الزملاء الأعزاء الذين انضموا أخيرا إلى فريق قناة #الحرة، وأتمنى لهم كل التوفيق. حسين الرزاز رئيس وحدة الصحافة الاستقصائية، أبو بكر عبد الله رئيس تحرير قسم المراسلين، ومحمد عبد الرحيم رئيس قسم المقابلات. pic.twitter.com/U61KUpPNdK
— نـارت يوسف بـوران (@NartBouran) September 28, 2018
الجدير بالذكر، أن هذه الأنباء المتداولة وغير المؤكدة، باستثناء مغادرة بوران لمنصبه في شبكة الشرق الأوسط للإرسال، تلقاها طاقم المحطة الإماراتية بقدر كبير من الراحة النفسية بعد فترة من عدم الاستقرار النفسي والوظيفي التي مر بها العاملون في سكاي نيوز عربية.
وفي حال ثبثث حقيقة تلك الأنباء المتداولة في أبوظبي، فإنها تشير إلى ذكاء الدكتور سلطان أحمد الجابر، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني الإماراتي للإعلام، والذي يشغل العديد من المناصب، منها رئيس مجلس إدارة «سكاي نيوز عربية»، وقدرته على اللعب بالأوراق وسيطرته على مفاصل المشهد الإعلامي في هذه العاصمة المهمة وامتداداتها الإقليمية، وإعادته لبوران تأكيد على براغمتيته وقدرته على إعادة ترتيب أوراقه.