News image

الغموض يكتنف موعد إطلاق قناة الشرق.. ما الذي يثير قلق الرياض؟

لا زال الغموض يكتنف موعد إطلاق قناة الشرق / بلومبيرغ الشرق سابقاً، علماً أن أقسام القناة بما فيها «الهندسية، والتقنية والجرافيكية بالإضافة إلى المصادر الإخبارية» باتت جاهزة للانطلاق، باستثناء قسم التحرير الذي يقوده الإعلامي الفلسطيني هاني أبوعياش القادم من محطة سكاي نيوز عربية.

أقسام؛ المصادر الإخبارية بقيادة الإعلامي السعودي مالك عبيد، والقسم الهندسي بقيادة المدير الفني عمران عبدالله، وقسم الجرافيك بقيادة ستيفين، كذلك إدارة الخدمات المساندة بقيادة يحيى المصري والموارد البشرية بقيادة سارة فهمي، عدا عن الأقسام الإدارية، على أتم الاستعداد لانطلاقة القناة التي يؤخرها قلق الرياض من فريق التحرير بقيادة أبوعياش.

وكان مدير عام القناة الفلسطيني نبيل الخطيب، استقطب مواطنه، أبوعياش، لقيادة فريق التحرير، رغم أن الأخير غادر قناة سكاي نيوز عربية قبل أشهر بظروف غير إيجابية، وأنه من غير المُعتاد في المؤسسات الإعلامية التي تحمل صفة «الدولية»، تعيين رأسين مُتحكمين بالأجندة التحريرية من جنسية واحدة.

ومما يتردد في الأوساط المحيطة، أن اختيار الخطيب لـ«أبوعياش» مدير للأخبار، يرجع لصلة القرابة بينهما وهي أن «هاني إما أنه ابن أخت نبيل أو شقيق زوجته»، وهو ما قد يؤكده تكرار أبوعياش في أحاديثه الجانبية مع الإعلاميين والصحافيين في دبي «أنا بحماية الخطيب».

التوتر يتصاعد في ظل إخفاق فريق التحرير الذي ما زال يراوح مكانه من جهة، والمناكفات بين المدير العام ورؤساء الأقسام من جهة أخرى، والرياض تبحث عن حلول لهذه الأزمة، بعيداً عن التدخل المباشر بصلاحيات الخطيب الذي تم تعيينه بمباركة من قامات إعلامية سعودية رفيعة، مثل الصحافي المقرب من الديوان الملكي عبدالرحمن الراشد.

تغييرات مرتقبة

لكن استقطاب الخطيب لقريبه أبوعياش ليكوّنا ثنائية فلسطينية على رأس غرفة الأخبار، بعيداً عن التنويع اللازم بالجنسيات في هكذا مناصب، وعدم إطلاق القناة بالسرعة والشكل الملائمين، أصابت الراشد بالخذلان في قت تظهر فيه حاجة الرياض لمنصة إعلامية تتناسب مع رؤية المملكة 2030، وتنتفع من العقد الباهظ التكاليف مع «بلومبيرغ».

وفي ظل تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد عالمياً، فإن الموعد المتوقع لانطلاق القناة السعودية المُنتظرة لن يستمر على ما هو عليه، وقد يتفاقم الأمر وتتأخر الانطلاقة أكثر مما هو متوقع خاصة مع الإجراءات الصارمة لمختلف دول العالم لمواجهة هذا الفيروس.

كل ذلك سرّع من عملية البحث في خيار إعادة توزيع المناصب الإدارية لقنا الشرق، وتشير المعلومات إلى أن الخيار المطروح هو استقطاب كفاءة من بلومبيرغ لتولي مسؤولية كبيرة في التحرير أو اللجوء للإعلامي المصري عبد اللطيف المناوي الذي نجح بتعزيز مكانة سكاي نيوز عربية في الفترة الأخيرة.

تحالف مُغاير 

وقد ألقى انسحاب الملياردير مايكل بلومبيرغ من سباق ترشيحات الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، بظلاله على تأخير موعد انطلاق القناة التي تم تغيير اسمها من «بلومبيرغ العربية» إلى «بلومبيرغ الشرق» قبل أن تستقر أخيراً على اسم «قناة الشرق» وهو اسم تحمله قناة مصرية معارضة تبث من تركيا.

وحسب أوساط رفيعة المستوى في العاصمة السعودية، فقد تقرر تأجيل الإعلان عن موعد إطلاقها بسبب ما أُثير حول القناة على أنها «تحالف بين الرياض ومايكل بلومبيرغ منافس الرئيس الأميركي دونالد ترامب».

وبلومبيرغ هو مؤسس ومالك مجموعة «بلومبيرغ ال بي» الإعلامية التي وقّعت معها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، في العام 2017، صفقة لمدة 10 سنوات، بقيمة 90 مليون دولار، لإنشاء شبكة تلفزيونية وإذاعية تعمل على مدار الساعة، وبوابة رقمية متكاملة، ونشر مجلة "بلومبرغ بزنس ويك" باللغة العربية.

ثلاث سنوات مرت على توقيع الصفقة، عملت خلالها المجموعة السعودية على التحضير لإطلاق قناة تنافس وكالات الأنباء ومحطات التلفزة العالمية، فاختارت من مركز دبي المالي العالمي الفاره مقراً رئيسياً لها مع استديوهات في عدة مدن عربية ودولية على رأسها الرياض، واستقطبت كفاءات عربية وأجنبية، لكنها لم تر النور حتى اليوم.

تجدر الإشارة إلى أن فشل قناة العربية بإطلاق هويتها الجديدة في الأول من مارس الحالي، وتأخر انطلاقة قناة الشرق، استغلته المحطة الإماراتية «سكاي نيوز عربية» أمثل استغلال، حيث نجحت بتجديد هويتها واستقطاب الوجوه الشابة من قناتي العربية والحدث كالمذيعتين اللبنانية كريستيان بيسري والسعودية مها عبدالله.