
«مفرمة داليوين» تهدد الحرس القديم في MBC .. قيادات عليا «طارت» وأخرى تنتظر
أعلنت مجموعة "MBC" التي تضم أكثر من 20 منصة تلفزيونية ورقمية، عزمها تعيين رئيس جديد لقطاع الإيرادات، وهو ما تسبب بصدمة جديدة لعملاق الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط، المُتأثرة بالفعل بسبب جائحة كورونا، وفق ما سرّبته به مصادر داخلية لـ«تسريبات» عبر البريد الإلكتروني.
ويبدو أن الرئيس التنفيذ الجديد للمجموعة، المدعوم من المستثمر السعودي "الحكومي"، مارك أنطوان داليوين، والذي جاء خلفًا للبريطاني سام بارنيت، يواصل مساعيه الرامية إلى "تنظيف المجموعة"، وإثبات هيمنته على فريق الإدارة الحالي، ويسعى جاهداً للتخفيف ما أمكن من أذرع الشيخ وليد البراهيم (رئيس مجلس إدارة المجموعة) المتمثلين بالحرس القديم.
مع الغالي الشيخ وليد الابراهيم رئيس مجلس ادارة @mbc_group والمدير العام سام بارنيت والمتحدث الرسمي مازن حايك والنجوم راشد الماجد واسعد الزهراني وتيم الحسن pic.twitter.com/3Ey7nzPPit
— #مصطفى_الآغا Mustafa Agha (@mustafa_agha) June 10, 2018
وبدأ مارك داليوين منذُ أن تسلم مسؤولياته كرئيس تنفيذي في الـ5 من شهر يناير الماضي، بأسلوب حاد جدًا، حيثُ كان يتساءل عن كل معاملة وظيفية، حتى بات كل شيء بالمجموعة لا يسير إلا بـ"مباركة داليوين" الشخصية، كما يسميها هو ذاته، وبدا ذلك واضحاً في اجتماعات الإدارات العليا.
ومنذُ أن دخل داليوين من باب المجموعة، بدأت رائحة الشائعات عن تغييرات إدارية مرتقبة وأحاديث عن تسريح بعض العاملين تفوح في مختلف أروقة المجموعة، وهو ما أكده عندما تحدث بوضوح وشفافية عن "دهون زائدة" في المجموعة ويجب الخلص منها.
وتعززت نظرية داليوين، بعد أن عملت كوادر المجموعة عن بُعد، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي كشف عن عدم الحاجة لبعض الوظائف، التي بات وجودها من عدمه أمرًا واحدًا.
أول الضحايا
كان مدير عام منصة شاهِد "الفيديو حسب الطلب "VOD" والقطاع الرقمي في المجموعة، الأميركي النمساوي الأصل يوهانس لارتشر، الذي اشتبك مع داليوين منذُ يومه الأول، "أول ضحايا" استراتيجية الأخير، التي تنص على كلمتين فقط "القائد الأوحد".
ولم تكن خبرات لارتشر وإنجازاته، التي أخذت منصة شاهِد إلى آفاق جديدة لم يرها التطبيق تحت قيادة فضل زهرالدين (درزي لبناني) لسنوات من قبل، كافية لبقائه بالمجموعة والتملص من فكي أسنان استراتيجية داليوين.
ويُثير الإعلان عن تعيين رئيس جديد لموظفي الإيرادات، العديد من التساؤلات بشأن مصير عدد من قادة المجموعة الحاليين، وعلى رأس تلك التساؤلات، ما هو الدور الباقي لهم إذا كان القادم الجديد هو من سيكون المسؤول عن جميع الإيرادات للشركة.
وأظهر داليوين "احتقاراً واضحاً" لطريقة ممارسة الأعمال التجارية، التي تقوم بها "AMS & DMS"، إحدى الشركات التابعة لمجموعة "شويري"، التي تُعد الممثّل الإعلاني الحصري لمجموعة "إم بي سي"، وهو ما يترك تساؤلًا بأن تكون تلك هي الخطوة الأولى على طريق نهاية العلاقة، التي تعيش حالة من التدهور؟.
في حن تعرض فضل زهر الدين، الذي تدرج من موظف صغير إلى موقع الرجل الأقوى في "إم بي سي"، التي لا تصغي أذن مالكها السابق وليد بن إبراهيم آل إبراهيم لغيره، أخيرًا، إلى "صفعة موجعة"، بعد أن كان يقف على رأس إمبراطورية تضم 40٪ من القوى العاملة في المجموعة.
وفي التاريخ الحديث للمجموعة، التي كان يدير أكثر مشاريعها الاستراتيجية، وعلى رأسها منصة شاهِد، يرى زهر الدين، الذي سبق وأن قدم استقالته من المجموعة مرتين، لكنه تنعم بمكافآت كبيرة من أجل البقاء، أن مكانته أصبحت تتلاشى وأهميته تتناقص ودوره يتضاءل، ليشكل التعيين الجديد "كابوسًا" جديدًا قد يجعله عديم الفائدة تمامًا.
مع اصدقاء العمر ورفاق العمل فضل زهر الدين و زياد حمزة @zihamze @mbc_group pic.twitter.com/tecwKmFQNj
— #مصطفى_الآغا Mustafa Agha (@mustafa_agha) January 21, 2020
كذلك، فإن المتحدث الرسمي لـ«MBC» اللبناني مازن حايك، لا يزال مصيره مجهولاً بعد خلافه مع داليوين، حيث تشير المعلومات التي وردت لـ«تسريبات» إلى أن حايك شعر مؤخراً بالغضب من مارك بسبب خلاف، توسّط الشيخ وليد بينهما لإنهائه.
"يتغلغل" في المجموعة
ومن المرجح أن يضطر المدير التجاري للمجموعة شريف بدر الدين، الذي تمت ترقيته مؤخرًا، واقترن اسمه بصفقات تجارية مشكوك بأمرها، أن يجيب على أسئلة الرئيس الجديد، وهو ما يفتح ملفات عدة قد يرغب بدر الدين في إبقائها مغلقة.
في المقابل، يبدو أن مديرة قطاع الاستراتيجية وتطوير الأعمال في المجموعة الأمريكية ستيفاتي هولدن، التي عانت من التهميش لسنوات قبل عهد بارنيت، الذي ارتفعت أسهمها خلاله، عادت أسهمها إلى التراجع من جديد.
وكبدت هولدن المجموعة، سلسلة من الخسائر، أبرزها خسارة 40 مليون دولار في عام ونصف العام، بعدما أقنعت الشيخ وليد بإنشاء صندوق للأفلام، تلتها خسارة أخرى بقيمة تُقدّر بنحو 10 ملايين دولار في مجموعة من المشاريع الفاشلة.
ووصلت هولدن إلى طريق مسدود في نهاية فترة الرئيس السابق بارنيت، وهو ما دفعها إلى الانقلاب على زملائها والعمل كـ"جاسوسة" للرئيس الجديد داليوين، في محاولة منها لاستعادة مكانتها وأهميتها، التي بدأت تتلاشى، ولا سيما أن استخدام الرئيس الجديد لها شارف على الانتهاء.
وعلى الأرجح ستنجو مديرة الإنتاج في المجموعة، سمر عقروق، من "مفرمة داليوين"، بعد اقتطاع جزء كبير «يصل إلى النصف» من ميزانية الإدارة التي تقف على رأسها، ما أدى إلى تخليها عن مساعديها، وتقليل قدرتها على قيادة عمليات إنتاج كبيرة كما في السابق.
مدير إدارة العلاقات العامة مازن حايك و مديرة الانتاج سمر عقروق في الطابق ١٢٣ في برج خليفة #دبي مع فريق الادارة pic.twitter.com/Gt5IItNR1V
— Ali Jaber (@alimouinjaber) September 25, 2013
ويبدو أن قرار داليوين بتعيين رئيس جديد لقطاع الإيرادات من أحد المقربين السابقين منه، وهو المدير المالي السابق لشركة "OSN"، حيثُ عملا معًا، يشير بوضوح إلى عدم ثقة داليوين بقيادات المجموعة الحاليين، ويتضح ذلك من الصورة الضبابية التي تحيط معاملته مع الرجل القوي في المجموعة، علي جابر، الذي يستمد قوته من القوى السياسية الموالي لها، وهو أمر بكل المواصفات والمقاييس غير إيجابي لأي من الحرس القديم، الذين يترقبون كيف "يتغلغل" داليوين في المجموعة.