News image

انقلاب أبيض في «ام بي سي».. خفايا وأسرار إزاحة داليوين وعودة سام على رأس المجموعة

وصف مراقبون ما حدث في مجموعة «إم بي سي» خلال الساعات القليلة الماضية، من تغييرات على مستوى كبار المسؤولين في المجموعة الإعلامية الترفيهية الأضخم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بـ"الانقلاب الأبيض".

وحصلت «تسريبات» على نسخة من البريد الذي حمل قرار رئيس مجلس إدارة المجموعة، الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، بتعيين «شقيقه الثري» ماجد بن عبد العزيز آل إبراهيم عضواً منتدباً للمجموعة، والبريطاني سام بارنيت رئيساً تنفيذياً خلفاً للفرنسي مارك أنطوان داليوين.

وبحسب القرار، فإن ماجد آل إبراهيم سيتولى القيام بالمهام الموكلة إليه من قبل مجلس الإدارة فيما يتعلّق بالمبادرات الجديدة والمشروعات المستقبلية.

كذلك تضمن القرار عودة البريطاني بارنيت إلى منصبه السابق كرئيس تنفيذي للمجموعة، خلفاً للفرنسي داليوين الذي عُين مستشاراً لمجلس الإدارة، لـ«المساهمة في توجيه الرؤية الاستراتيجية».

وكان الفرنسي داليوين تولى مهمة الرئيس التنفيذي للمجموعة بدعم من «الشريك الحكومي» خلفاً لبارنيت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ليقود ثورة أطاحت بالعديد من أذرع الشيخ وليد المتمثلين بالحرس القديم، كان آخرهم المتحدث باسم المجموعة، اللبناني مازن حايك.

لكن مسيرة داليوين لم تطل كثيراً كخليفته سام الذي أمضى أكثر من 17 عاماً في المجموعة، تنقّل خلالها في عدّة مناصب تنفيذية بارزة، كان آخرها منصب الرئيس التنفيذي، الذي شغله حتى مغادرته أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2019، ليعود ويشغله اعتباراً من الشهر الجاري

ولاقت عودة بارنيت إلى المجموعة ترحيباً من نجوم شاشة الـ«إم بي سي» أمثال مقدم البرنامج الرياضي، الإعلامي السوري مصطفى الآغا، فيما قدم الشيخ وليد لهم الشكر على تفانيهم لجعل «MBC رائداً إعلامياً عالمياً في قطاعات الإعلام الرقمي والفيديو حسب الطلب والمنصّات الحديثة».

أسرار وخفايا إزاحة داليوين

شكلت إزاحة الفرنسي داليوين عن منصب الرئيس التنفيذي بعد أقل من عام على تسلمه مهامه بدعم من المستمثر الحكومي في المجموعة، مفاجأة لكنها كان لها ما يبررها عند الشيخ وليد الابراهيم.

وحسب المعلومات التي وردت لـ«تسريبات»، فإن ثلاثة أسباب/خطوات رئيسية أقدم عليها داليوين خلال توليه مهام الرئيس التنفيذي لـ« «MBCكانت كافية في نظر الشيخ لإزاحته من على رأس المجموعة.

وتمثلت هذه الخطوات، بأنه دفع باتجاه تغيير «مجموعة شويري اللبنانية» االممثل الإعلاني الحصري لـ«إم بي سي» منذ تأسيسها، دون التأكد من جاهزية واستعداد البديل السعودي للقيام بهذه المهمة، وكذلك دفعه لإنهتء قناة العربية تعاقدها مع المجموعة اللبنانية قبل أسبوع فقط.

فيما تمثلت الخطوة الثانية، بخلافاته مع أعمدة الشبكة وكبار مسؤوليها، أمثال سمر عقروق ومازن حايك الذي استقال أخيراً، ومحمد عبد المتعال مدير «ام بي سي مصر»، وشريف بدر الدين مسؤول الشؤون التجارية، وكذلك مدير القطاع الرقمي السابق، الأميركي النمساوي الأصل يوهانس لارتشر الذي رحل في وقت سابق من العام الحالي.

ووفقاً لما اطلعت عليه «تسريبات»، فإن المسؤول الوحيد في المجموعة الذي كان على علاقة جيدة بالفرنسي داليوين، هو مدير المجموعة التلفزيونية، اللبناني علي جابر.

أما الخطوة الثالثة والتي كانت بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير» وعجلّت بإزاحته، هي توجيهه غالبية استثمارات المجموعة نحو منصة «شاهد/ خدمة الفيديو حسب الطلب» على حساب قنوات المجموعة التلفزيونية ما أدى إلى إلحاق الضرر بها بشكل دراماتيكي من عدة نواحٍ لعل أبرزها هبوط الرايتينغ (نسب المشاهدة) وكذلك تراجع معدل الإعلانات.

عودة سام.. عودة قوية للشيخ وليد

وتمثل عودة البريطاني سام بارنيت إلى منصبه القديم كرئيس تنفيذي للمجموعة، عودة قوية لرئيس مجلس الإدارة الشيخ وليد آل إبراهيم ولمدرسته في الإدارة «الصلاحيات والقرارات بأيديهم»، بعد فشل اللجان التي شكلها المستثمر الحكومي وعددها أكثر من 12 لجنة خلال المرحلة السابقة لإدارة المجموعة في قيادة الـ«إم بي سي» نحو العالمية.