News image

تفاصيل إخراج المهندس وضاح خنفر من الجزيرة

قبل سبعة أعوام، وتحديدا في أيلول 2011، تنحى مدير عام قناة الجزيرة، الإعلامي الفلسطيني وضاح خنفر [email protected]، عن منصبه، لتبدأ وسائل الإعلام العربية والدولية، تحقيقاتها بحثا عن إجابة للسؤال الذي خيم على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، وضّاح استقال أم أُقيل؟

اليوم وبعد سبع سنوات عجاف، يأتي موقع "تسريبات" ليسرد عليكم التفاصيل الكاملة لخروج وضاح خنفر، من القناة القطرية التي أحدثت خلال السنوات التي تولى فيها إدارتها انقلابا في عالم الإعلام المرئي في الدول العربية الذي كان خاضعا للسلطات الرسمية.

عزمي بشارة [email protected] .. لطالما ارتبط اسم النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي بدولة قطر وشبكتها الإعلامية، غير أنه وبحسب المعلومات التي حصل عليها "تسريبات"، فإن بشارة يعتبر المحرك الرئيسي للعملية التي أطاحت بمدير عام الجزيرة الفلسطيني وضاح خنفر خارج القناة.

اقرأ أيضا : شائعة اغتصاب غادة عويس .. هل أطلقها أحد 

تفاصيل العملية كما أسرّت بها مصادر موثوقة لموقع تسريبات، بدأت عندما أراد عزمي أن يطلق قناة العربي، لذا كان من المفترض أن يخبو قليلا نجم "الجزيرة" التي كانت تلتهم كل شيء في طريقها عبر منصاتها التلفزيونية والإلكترونية المتنوعة والمتعددة.

وبوجود وضاح (50 عاما) الرجل القوي إعلاميا، كانت الجزيرة في أوج عطائها خاصة بعد اندلاع ثورات "الربيع العربي"، لذا كان يعرف عزمي أن ذلك سيشكل عائقا أمام نجاح قناته الجديدة، وأن عليه التخلص من خنفر والمسؤولين المقربين منه الذين يسيطرون على الشبكة بمختلف لغاتها.

وما زاد من صعوبة مهمة المفكر والأكاديمي الفلسطيني كما يعرف عن نفسه عزمي بشارة، أن خصمه اللدود (وضَاح) مدعوم من التحالف العالمي والقطري لجماعة الإخوان المسلمين، عدا عن أنه مقرب من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حاكم قطر السابق، وكذلك الحرس القطري القديم.

اقرأ أيضا : إعلاميون عرب سبقوا نجوم الشاشات المصرية بتغيير أقنعتهم

وتواصل المصادر حديثها لـ"تسريبات"، أن بشارة بدأ يستغل نقطة قربه من الأمير الجديد لقطر، الشيخ تميم بن حمد، وباشر بما يمكن أن يفيده في المعركة التي يخوضها ضد الجزيرة ومديرها العام، فأخبر الحاكم الشاب أن الشبكة التي انطلقت عام 1996، ستبقى إنجازا للامير الوالد.

"لذا فإن عليه أن يوجه الدعم المالي لقناته الجديدة (تلفزيون العربي) بدل الجزيزة التي أشار عليه بأن يخفف من انتشار قنواتها الناطقة باللغة العربية، والإبقاء على القنوات الناطقة باللغة الإنجليزية ودعمها لتعزيز قوته لدى الأوساط الأوروبية والأميركية كحاكم جديد لدولة قطر".

"غير أن ذلك لم يكن ليحصل عليه عزمي مع وجود وضاح وكان عليه أن يبذل ما في استطاعته لإبعاده عن المشهد القطري، فكانت الحجة الأقوى لدى المفكر القومي العربي أن خنفر يعمل لحساب الأتراك أكثر من القطريين، فاستدعاه الشيخ تميم وأخبره أن عليه البدء بالخروج التدريجي من الجزيرة خلال ستة أشهر".

اقرأ أيضا : عضوان الأحمري .. رئيس تحرير الاندبندنت العربية

تضيف المصادر لتسريبات، "صدمة وضاح من دفعه للاستقالة، دعته للاتصال بصديقه العزيز والذي كان يقطن معه في بيت واحد في حي ابو نصير شمالي العاصمة الأردنية، عمان، عندما كان يدرس الهندسة في الجامعة الأردنية، عبدالله غُل حيث كان آنذاك وزيرا للخارجية التركية". 

"وفي محاولة لإنقاذ صديقه، قام غُل بالاتصال مع مسؤولين قطريين رفيعي المستوى، إلا أن ذلك الاتصال كان بمثابة -الشعرة التي قصمت ظهر البعير- والتي أكدت رواية عزمي بشارة لأمير قطر، أن وضاح عميل للأتراك، وبالتالي قصرت من عمره كمدير عام لقناة الجزيرة".

"وعوضا عن الأشهر الستة التي منحها حاكم قطر للإعلامي الفلسطيني للتنحي عن منصبه كمدير عام لقناة الجزيرة، طلب منه الاستقالة خلال أسبوعين؛ ليتولى بعد ذلك عزمي بشارة المستشار الجديد للشيخ تميم، إدارة المشهد بإحضار الصحافي الجزائري المحايد والمتواضع النفوذ مصطفى سواق ليعينه على رأس شبكة الجزيرة".

اقرأ أيضا : من يدير الجزيرة؟

في الأثناء، كان عزمي يقوم بدور بيروقراطي بحت، حيث تمكن من سحب فتيل الاشتعال بين المعسكرات المختلفة، كطبقة إدارية عازلة، فدفع بالصحافي الأردني الإخواني، ياسر أبوهلالة، ربيب وضاح خنفر، ليدير القناة الإخبارية العربية، فيؤمن بذلك معسكر الإخوان، ويطمئن الحرس القديم أنه لا تغييرات استراتيجية في الشبكة.

وتضيف مصادر "تسريبات"، "عزمي كان على علم أن الجزيرة لن يقوم لها قائمة، مع ياسر بقدراته الإدارية المتواضعة وشخصيته المهلهلة"، كذلك استقطب مستشارا استراتيجيا خارجيا ليدير المنصات الرقمية، وخاصة خدمة AJ+؛ ليضع كل التطويرات خارج يد أبوهلالة".

في غضون ذلك، استرجع عزمي رجل الأخبار القوي إبراهيم هلال ليدير الأخبار، فوجد أبوهلالة نفسه دون سند، ودون نفوذ حقيقي، إلا أن المرض أصاب إبراهيم هلال فاضطر للسفر للعلاج، وتوسعت رقعة الثورات العربية، ووجد الأمير الوالد مهتما بالجزيرة، فعزز لياسر منصبه الذي تمكن من مسك زمام الأمور، في ضوء فشل قناة العربي التي اتخذت من العاصمة البريطانية، لندن، مقرا لها".

اقرأ أيضا : من يدير ام بي سي؟

ورغم إقالته، كان وضاح خنفر مستمتعا بكل مزاياه الوظيفية كمدير عام لقناة الجزيرة، يتقاضى راتبه الشهري كاملا، وكذلك حافظ على محل إقامته في الدوحة بالإضافة إلى جواز سفره القطري حتى أن سائقه بقي معه.

كما قام بافتتاح منتدى في تركيا أطلق عليه اسم "الشرق"، تجتمع فيه النخب الإسلامية، ليكون رديفا إسلاميا لمنتدى دافوس الذي تتلاقى فيه النخب الاقتصادي من مختلف دول العالم، غير أنه فشل بالوصول لهدفه، ولم يعد منتدى الشرق أكثر من مقر مهلهل لمحاضراته الشخصية.

ورغم الميزانيات الضخمة له، إلا أن وضاح فشل في كل المبادرات التي سار فيها، حيث تم إرساله إلى ليبيا لمساعدة جماعة الإخوان المسلمين هناك في الانتخابات، واطلاق قنوات تلفزيونية لهم، غير أن "الإخوان" الذين نجحوا في كل انتخابات المنطقة عقب ثورات الربيع العربي (مصر، تونس، المغرب، تركيا)، كانت ليبيا ببركات وضاح خنفر الاستثناء الوحيد وفشلو في الانتخابات".

اقرأ أيضا : مصر تحقق باحتفاء الاذاعة الرسمية بعيد ميلاد احمد منصور

وكذلك قام بإطلاق النسخة العربية للموقع العالمي هافنغتون بوست، الذي توقف عن بث المحتوى العربي رغم الميزانيات الضخمة المتاحة له، حيث سحبت مجموعة هافنغتون بوست العالمية من وضّاح حق استخدام الاسم لتوظيفه المنصة الإخبارية الشهيرة للردح الإعلامي.